کد مطلب:109931 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:99

خطبه 213-تلاوت رجال لا تلهیهم...











ومن كلام له علیه السلام

قاله عند تلاوته:

(یُسَبِّحُ لَهُ فِیهَا بِالغُدُوِّ وَ الْآصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِیهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَیْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ)إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الذِّكْرَ جِلاَءً لِلْقُلُوبِ، تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَةِ، وَتُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَةِ، وَتَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ، وَمَا بَرِحَ لِلَّه ـ عَزَّتْ آلاَؤهُ فِی الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ، وَفِی أَزْمَانِ الْفَتَرَاتِ، عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فِی فِكْرِهِمْ، وَكَلَّمَهُمْ فِی ذَاتِ عُقُولِهِمْ، فَاسْتَصْبَحُوا بِنُورِ یَقَظَة فِی الْأَبْصَارِ وَالْأَسْمَاعِ وَالْأَفْئِدَةِ، یُذَكِّرُونَ بِأَیَّامِ اللهِ، وَیُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ، بِمَنْزِلَةِ الْأَدِلَّةِ فِی الْفَلَوَاتِ، مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ حَمِدُوا إِلَیْهِ طَرِیقَهُ، وَبَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ، وَمَنْ أَخَذَ یَمِیناً وَشِمَالاً ذَمُّوا إِلَیْهِ الطَّرِیقَ، وَحَذَّرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ، وَكَانَوا كَذلِكَ مَصَابِیحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ، وَأَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ. وَإِنَّ لِلذِّكْرِ لِأَهْلاً أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْیَا بَدَلاً، فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَیْعٌ عَنْهُ، یَقْطَعُونَ بِهِ أَیَّامَ الْحَیَاةِ، وَیَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، فی أَسْمَاعِ الْغَافِلِینَ، وَیَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ وَیَأْتَمِرُونَ بِهِ، وَیَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَیَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ، فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْیَا إِلَی الْآخِرَةِ وَهُمْ فِیهَا، فَشَاهَدُوا مَاوَرَاءَ ذَلِكَ، فَكَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُیُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ فِی طولِ الْإِقَامَةِ فِیهِ، وَحَقَّقَتِ الْقِیَامَةُ عَلَیْهِمْ عِدَاتِهَا، فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذلِكَ لِأَهْلِ الدُّنْیَا، حَتَّی كَأَنَّهُمْ یَرَوْنَ مَا لاَ یَرَی النَّاسُ، وَیَسمَعُونَ مَا لاَ یَسْمَعُونَ. فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فِی مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ، وَمَجَالِسِهِمُ الْمَشْهُودَةِ، وَقَدْ نَشَرُوا دَوَاوِینَ أَعْمَالِهِمْ، وَفَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلَی كُلِّ صَغِیرَةٍ وَكَبِیرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا، أَوْ نُهوُا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فِیهَا، وَحَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَارِهِمْ ظُهُورَهُمْ، فَضَعُفُوا عَنِ الْإِسْتِقلاَلِ بِهَا، فَنَشَجُوا نَشِیجاً، وَتَجَاوَبُوا نَحِیباً، یَعِجُّونَ.

إِلَی رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَم وَاعْتِرَافٍ، لَرَأَیْتَ أَعْلاَمَ هُدیً، وَمَصَابِیحَ دُجیً، قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَیْهِمُ السَّكِینَةُ، وَفُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّماءِ، وَأَعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ، فِی مَقْعَدٍ اطَّلَعَ اللهُ عَلَیْهِمْ فِیهِ، فَرَضِیَ سَعْیَهُمْ، وَحَمِدَ مَقَامَهُمْ، یَتَنَسَّمُونَ بدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ، رَهَائِنُ فَاقَة إِلَی فَضْلِهِ، وَأُسَارَی ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ، جَرَحَ طُولُ الْأَسَی قُلُوبَهُمْ، وَطُولُ الْبُكَاءٍِ عُیُونَهُمْ. لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَی اللهِ مِنْهُمْ یَدٌ قَارِعةٌ، یَسْأَلُونَ مَنْ لاَ تَضِیقُ لَدَیْهِ الْمَنَادِحُ، وَلاَ یَخِیبُ عَلَیْهِ الرَّاغِبُونَ. فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ غَیْرَهَا مِنَ الأ َْنْفُسِ لَهَا حَسِیبٌ غَیْرُكَ.